Ibn Baṣṣāl, Kitāb al-qaṣd wa’l-bayān.


[P.141] الباب الثالث عشر فى زراعة البقول ذوات الاصول


زرعة [زراعة] اللفت
اللفت ضربان منه مستطيل ومدحرج والعمل فى زراعتهما متقارب ونحن نذكر كل واحد منهما على حدة، فوجه العمل فى المستطيل منه ان تقطع له الاحواض وتقام على ما تقدم من الصفة وتزرع الزريعة فيها وتحرك باليد مع الارض وتدخل عليها بالماء وتسقى الى ان ينبت ويعتدل النبات فيقطع عنها الماء فاذا ضربت فيها الاعين نقش نقشا جيدا ويخف ما كان منه اثنان فى واحد او ثلاث يقلع منه الضعيف ويترك القوى فاذا ترادفت عليه امطار الخريف يستغنى عن السقى ويأتى طيبا متناهيا فى الطيب لان قلة السقى يصلحه ولذلك يأتى ما زرع منه فى الدمن ولم يكثر عليه السقى اطيب من الذى يواظب بالسقى وانضج عند الطبخ، ويزرع البكير منه فى اول غشت والذى يزرع منه فى نصفه يأتى اطيب لا يحتاج هذا الصنف من اللفت الى الزبل وتوافقه الارض السوداء المدمنة واللينة الرخوة والارض الرملة، ولا توافقه الارض الخشنة لانه يصعب (قلعه) منها ويوكل1 هذا الصنف الشتاء كله وبعض الخريف ولا ينبغى ان تكون زراعة هذا الصنف خفيفة من اجل انه ان وقع تفرق وصار مثل اصابع  اليد ولم يكن له هبوط تحت الارض بوجه وتزرع مائة حوض منه رطلا واحدا.

{P.142} واما اللفت المدحرج فزراعته كما تقدم فى المستطيل غير ان هذا المدحرج تطيب احواضه عند الزراعة بشىء من الزبل واذا نقش وجعل بين اصل وآخر ثلثى شبر لانه يتسع على وجه الارض ثم يواظب بالماء مرتين فى الجمعة لان هذا الصنف يحب الماء الكثير لان الماء يذهب برطوبة الارض ويحيلها عن طبعها. فهو فى هذا بخلاف المستطيل الذى لا يحتاج الى الزبل ولا الى السقى الكثير وتنزرع مائة حوض منه رطلا واحدا كزريعة المستطيل وانما اتفقا فى الوزن واختلفا فى العمل لان زريعة المدحرج اغلظ ويوافقه من الارض السمينة والمدمنة واللينة المودكة.

وزراعته فى اول غشت ويوكل فى الخريف والشتاء وقد يزرع ايضا المدحرج فى الربيع وذلك فى نصف مارس ويحسن اكله فى شهر مايه ويونيه ويوافقه الماء الحلو من الآبار والانهار والعيون ولا يوافقه غيره.

زراعة الجزر
والعمل فيه على ما تقدم فى زراعة اللفت حرفا بحرف الى ان تضرب فيه الاعين وتظهر فيوخذ فى تنقيته ويرد فى السقى الى مرة فى الجمعة الى ان تؤاثر عليه الامطار فى الخريف فيخف عنه السقى ولا يقطع، لان الجزر واللفت والفجل لا يصلح الا بماء القادوس لانه يوافقها ويناسبها وتكون زراعته فى شهر يوليه  فى نصفه، فان فات ففى شهر غشت ويوافقه من الارض الحلوة واللينة الرخوة والسوداء المحلولة ولا يوافقه من المياه الا الحلو العذب لا يوافقه غيره ولا توافقه الارض الحرشا ولا الغليظة لانه فى الحرشا يصير له اغصان وفى الغليظة يصعب قلعه منها

واذا اردت ان ينقطع عنه زغبه ويأتى املس فاسقه فى شهر دجنبر عند نزول الجليد عليه فانه يتساقط عنه زغبه ويتم به صلاحه ومن احب اخذ الزريعة منه فليقلع منه ما احب ويغرسه على مجارى المياه فهذا احسن الاعمال فى الذى يوخذ الزريعة منه

{P.143} زراعة الفجل
وجه العمل فيه ان تقام له الاحواض على ما تقدم ولا يطرح فيها من الزبل شىء ويعمل فى كل حوض منها خمسة صفوف فى طول كل صف عشرون اصلا وذلك انه يعمل فى طول الحوض عند الزريعة عشرون حفرة عمق كل حفرة منهااصبعان وذلك ان العامل يضرب بآذان المناقش ضربة خفيفة برفق ويكون معه غيره يجعل فيها الزريعة. هذا تكون الحفرة والزراعة معا على هذه الرتبة ثم يرد التراب منها على كل حفرة منها فاذا كملت دخل عليها الماء ولا يزال يتعاهد بالسقى الى ان ينبت ويعتدل النبات فاذا كان كذلك قطع عنه الماء ثم ينقش نقشا خفيفا ويخفف ما كان منه اثنين فى واحد ويترك حتى يحتاج الى الماء ويعلم لك بما يعلوه من الدهمة فاذا نظر اليه كذلك سقى ويترك حتى يطيب ثراه ثم ينقش ثانية ويرد سقيه الى مرتين فى الجمعة ولا يقطع عنه السقى طول مدة الحر فان كان الخريف كثير الماء قطع عنه السقى

وتكون زراعته البكيرة فى اول ابريل ثم تتمادى الى اول غشت وتنزرع مائة حوض منه ثلاثة ارطال ويوافقه الماء الحلو والارض المدمنة السوداء والارض الرملة اللينة وتجنب به الارض الغليظة والخشنة من سبب تعلقها به ولا يفصل عنه عند غسله

فصل: واما الذى يوكل منه [فى] الربيع فتكون زراعته فى اول ابريل وهذا الفجل لا يغلظ كالذى تقدم لان الهواء يحقره فيقلع صغيرا، ومن احسن العمل فى زراعته ان تكون زراعته فى الاهداف وذلك ان تقام له الارض اهدافا عى [على] هيئة التسقيف هدفا الى جنب هدف ثم يدرس شوك الاهداف لينزل قليلا ثم تزرع الزريعة فى تلك الاهداف ثم تقام الاهداف وترد الى هيئتها كما كانت قبل ان تدرس ثم تتمثل فى سقيه ونقشه وتخفيفه ما وصفناه فى الفجل قبل هذا، وهذا الوجه حسن فى العمل لانه ارفق فى السقى لمن {P.144} لم يكن له ماء كثير فايضا [فائض؟] فان هذا الفجل يأتى رخصا دون زبير وهو افضل الاعمال فى زراعة الفجل

زراعة الثوم
وجه العمل فيه ان تقام ارضه خطوطا على هيئة التسقيف هدفا الى جنب هدف ثم يمشى على تلك الاهداف بالقدم ويبسط شوكها بسطا لطيفا ثم ينثر الثوم ويوخذ حبه ويغرس فى الشوك المبسوطة من الاهداف ويكون تباعد الحب فى غرسها على قدر ما يقع الشبر على خمس حبات منه ويكون غرس الحب على هيئته التى فى رؤوسه قبل ان ينتثر يجعل اطراف الحب الذى يندفع منه الفروع الى فوق مما يلى الهواء فاذا تم بالغراسة اقيمت له الارض ثانية تقام الاهداف لترجع كما كانت اول مرة ويغطى الثوم المغروس فيها حتى لا يظهر منها شىء وتوافقه الارض السوداء المدمنة واللينة الرطبة المودكة او الحرشا المحببة ولا توافقه الارض الخشينة من اجل انها تشتد عليه ولا تتركه ان يروس.

والثوم لا يحب الماء الكثير ولا ان تزبل ارضه وتكفيه سقية او سقيتين او ثلاثا فى طول مدته كلها، لان حرارته غالبة لحرارة الهواء ولذلك لا يؤثر فيه ووقت غراسته شهر نونبر فان فاته ففى شهر يناير ويقلع فى شهر ينيه

صفة اخرى فى زراعته: وهى ان تصنع له احواض فى طول كل حوض اثنا عشر ذراعا وفى عرضه اربعة اذرع ويخدم بالحفر دون زبل ثم يخط فيها خطوطا من الهدف الى الهدف يكون فى عمق الخط ثلاثة اصابع  وبين خط وخط مقدار ثلثى شبر ثم يغرس حب الثوم فى تلك الخطوط ويكون الخط فى التباعد على ما تقدم قبل هذا، ثم يرد التراب عليها ثم تزرع كل حوض منها من الحب رطلين ونصف رطل، ولا ينبغى ان يسقى بالماء ويكفيه الثرى الذى زرع عليه، فاذا كان فى وجه الربيع ونظر اليه انه محتاج {P.145} الى الماء ادخل عليه السقى ويسقى فاذا طاب ثراه نقش نقشا خفيفا ليلا ينكشف حبه وهذا وجه العمل فيه ان شاء الله.

زراعة البصل البكير
البصل ينقسم عمله الى وجهين منه ما يبكر به للاكل فى زمن الحصاد ومنه ما يتأخر وهو الذى يدخر، فوجه العمل فى البكير منه ان يعمد الى المشارق المكنة وتقطع فيها الاحواض على ما حددناه من الطول والعرض ويكثر فيها بالزبل يجعل فى كل حوض منها حمل زبل رقيق بال ويطيب تطييبا جيدا ثم ينزرع زريعة البصل فى تلك الاحواض وتكون زراعتها فى شهر اكتوبر وينزرع مائة حوض منها اربعة وعشرون رطلا، فاذا فرغ من زريعتها ادخل عليها الماء وسقيت ثم تراعى كذلك بالسقى متى همت ان تجف سقى بالماء ويكون هذا دأبه حتى ينبت، فاذا نبت قطع عنه السقى من اجل ان امطار الشتاء وهواءه يغذيه ويترك كذلك الى نصف يناير ثم يسقى بالماء، فاذا كان فى نصف فبراير خذ فى نقله بعد ان تهيأ له الارض التى تنقل اليها ويكثر لها بالزبل وتطيب لها الاحواض تطييبا جيدا واذا شرع فى غرسه ضمت خطوطه بعضها الى بعض يكون فى الحوض ثلاثون خطا ونحوها ويوافقها من الماء الرطب منه مثل ماء الآبار وهو اصلح له من ماء النهر عسوم (كذا) يزيده حرارة ويبسا ويوافقه من الارض المدمنة السوداء الحرشا وينجب فيها ويصلح ويغلظ لا سيما اذا صاحبه الماء الرطب والزبل الكثير المدبر فبذلك يتم صلاحه ان شاء الله.

فصل: واما البصل2 الذى يدخر، فوجه العمل فيه ان تحفر ارضه وتقام احواضا على ما وصفنا وتشبع الاحواض بالزبل الطيب وتطيب به تطييبا جيدا ويكون هذا العمل فى شهر يناير ثم تزرع الزريعة فى الاحواض وتحرك بالارض ثم يدخل عليها الماء وتسقى {P.146} وتواظب كذلك حتى تنبت، فاذا نبت قطع عنها الماء وتترك كذلك حتى تكون من قد الاصبع فاذا بلغ الى ذلك اعيد عليه الماء حتى يراعى الا تجف له الارض ويواظب عليه بالماء لان الماء يقيمه ولا يزال كذلك الى شهر ابريل ثم ينظر فى نقله وتعد له الارض السمينة ان اتفق ذلك والرخوة وتطيب وتقام احواضا كالذى وصفنا ثم يقلع النقل من مكانه ويغرس فى هذه الاحواض ويكون فى شهر ابريل ثم يتمادى بغرسه حتى يتم اين ما بلغ من الشهور وما يغرس منه فى شهر ابريل فهو انجب من الذى يغرس بعده، ويوافقه ماء النهر اذا اكثر عليه به لاجل قوة الحر المفرط عليه ويحتفظ من ان تجف له الارض وتكون زريعته مفتحة ليتسع البصل ويغلظ ويدفع تحت الارض، فهذا هو تمام العمل فيه.

صفة اخرى فى تدبير الارض التى ينقل اليها البصل: وهى ان يعمد الى الارض ويفرق عليها الزبل وتكسى به ثم تدخل عليها الازواج وتحرث وتخرق جيدا ثم تترك قليلا ثم تثنى بالحرث ثم تثلث ثم تقطع صفوفا او تقام اهدافا مصموحة3 بعضها الى بعض مثل التسقيف فى الرتبة والهيئة وذلك يجرى الماء عليه، فاذا اقيمت الارض على هذه الصفة درست بالقدم وذلك ان ينضاف رجلان فى واحد ويجعل كل واحد منهما قدميه الى قدم صاحبه وتكون اقدامهما المجتمعة قائمة ثم تزر الارض زرا جيدا لتنزل كل ارض مكانها ولا يدفها الماء ويوخذ وتد يكون فى غلظ القدوم ويحرك طرفه ويلف فى رأس الوتد خرقة ليلا توذى كف الغارس ثم يغرز الوتد فى الارض المجلسة بالقدم وتقلع من مكان وتغرز فى آخر يفعل هذا بجنب الهدف كله من اوله الى آخره ثم يرجع على الجنب الثانى فيفعل فيه مثل ذلك هذا فعله حتى تتم الصفوف بالثقب ويكون بين ثقبة واخرى مقدار نصف شبر ويكون الهدف بين صفين ويمشى عليه ثم يوخذ النقل وينضم فى اليد تنضيما {P.147} معتدلا ويقطع منها اللحى وكذلك يفعل بورقها تقطع ايضا لتنضم وتسبل الغراسة ثم يجعل فى كل ثقبة نقلة ويرد التراب باليد فاذا كمل الغرس اطلق الماء عليها.

وهذا البصل يأتى طيبا غليظا مدحرجا من جرى الماء على الخطوط ويبلغه الثرى بهذا العمل بلوغا جيدا وهذا الوجه من العمل هو الذى يستعمل اهل صقلية وهو وجه جيد

واما بصل الزريعة فوجه العمل فيه ان توخذ البصل وتقطع نصفها الاعلى ويرمى به ويغرس غير ذلك فان فروعه تكثر واذا كثرت فروعه كثرت زريعته ويوافق هذا البصل خاصة ماء النهر وان كان البصل يفسخ به لكنه موافق للزريعة واكثر ما يحتاج الماء عند تنويره فينبغى ان يكثر به فهو صالح حينئذ

زراعة الكراث
زراعته نحو زراعة البصل الا ان زريعته تبقى تحت الارض اكثر من زريعة البصل ووقت زراعته شهر يناير فان فات ففى شهر فبراير فان فات ففى شهر مارس وهو آخر مدته واذا نقل الكراث الى احواضه ينبغى ان تدفن النقلة منه كلها تحت الارض ولا يبقى منها فوق الارض الا انصاف ورقها، وبهذا العمل يطول عنقه ويبيض ويزرع مائة حوض من زريعته ثمانية ارطال وتكون احواضه على صفة ما تقدم فى البصل وتوافقه الارض اللينة الرطبة وفيها يصلح صلاحا بينا وتوافقه ايضا المدمنة السوداء ويسهل قلعه منها ان شاء الله تعالى

زراعة الأشقاقور4
هذا النبات صحراوى يوجد فى الجبال وله منافع منها انه يزيد فى الباءة فمن احب ان يرده بستانيا فعل وهو يحسن بذلك ويطيب، ووجه العمل فيه ان توخذ اصوله المستجلبة من الجبال {P.148} وتقطع قطعا فى قد الابهام ثم تقطع له الارض وتقام احواضا [احواض؟] على ما تقدم وتطيب الاحواض بالزبل الطيب البالى يطرح فى كل حوض قفان ثم يخط فى الاحواض خطوطا يكون فى عمقها اصبعان ثم يرتب القطع فى الخطوط ويجعل بين قطعة واخرى نحو الشبر ثم يرد عليه التراب ويسقى بالماء وتكون غراستها فى شهر فبراير ويوافقه من الارض السوداء المدمنة واللينة الرطبة الرخوة ويوافقه الماء الكثير فاذا غرس على ما وصفنا ترك حتى يتم عام ثم يستعمل فيما يحتاج اليه وقد تزرع ايضا زريعته فمن احب فليقصد الوقت الذى تحيز فيه زريعته وتأخذها وتزرعها.

زراعة فلفل السودان
وجه العمل فيه ان تقام له الارض على ما تقدم ثم يدخل عليها الماء لتبرد الارض ويغرس بعد ذلك كغرس الفول يكون منها فى الحوض ثلاثة صفوف فى طول الحوض ويكون بين حبة واخرى قدر اصبعين لانه نبات زاك مبارك. وتكون زراعته فى شهر ابريل ويجمع فى شهر اكتوبر

وكيفية جمعه ان يقبض على عشر اصله ويقلع ويضرب به الارض ويلقط الحب الذى ينتثر منه ويوافقه من الارض السوداء المدمنة والارض الرخوة الرملة، ولا توافقه الارض الغليظة من اجل انها تتعلك مع الحب وتلزمه ولا تفارقه حين يضرب به الارض.

وحبه مثل الفول فى القد الا انه حلو رخص، واحسن ما هو طعمه اذا هو يبس وقد يوكل اخضر ويشبه طعمه فى حال خضرته طعم القسطل الاخضر وهو نبات لا يقوم على ساق ولا له سنابل ولا اكمام وانما يخلق الحب منه فى الاصول ونبته اول ما ينبت يشبه الشعير.

{P.149} زراعة الفوة
وجه العمل فيها ان تدبر ارضها بالحرث مرة وثانية ثم يوخذ الزبل ويبسط على الارض ثم تحرث مرة ثالثة ثم تقطع الارض احواضا على نحو ما تقدم من الطول والعرض ثم يدخل عليها الماء وتثرى به ثم تزرع الزريعة فى الاحواض زريعة معتدلة على قدر ما يقع الشبر منه على ثلاث حبات وتحرك الزريعة بالارض وتترك حتى تنبت فاذا نبتت واعتدل نباتها دخل اليه ونقش وقطع ما نبت بينه من العشب ثم يترك حتى يصير النبات على قد الاصبع، ثم يسقى ويترك حتى يطيب ثراه ثم يدخل اليه وينقش ويترك دون سقى حتى ترى انه محتاج الى الماء بما يعلوه من السواد فيسقى عند ذلك ويتعاهد بالسقى مرة فى الجمعة يكون هذا دأبه الصيف كله فاذا دخل فصل الخريف قطع عنه السقى لانه الامطار تغذوه وتكون زراعتها فى شهر مارس ويوافقها من الارض السوداء المدمنة واللينة الرطبة المودكة والارض الرخوة وتوافقها الارض السمينة اذا صاحبها الماء الكثير، وهذا وجه العمل فى زراعة الزريعة.

فصل: فاذا بلغت الى شهر غشت من العام الثانى فان كانت البلاد الباردة قصد اليها وحصدت اطرافها التى فيها الزريعة ويتغطى ما بقى منها بعد الحصاد بالتراب ويكون التراب عليها وقت التغطية مقدار اربعة اصابع  ويصنع كهيئة الاحواض بهذا العمل يرجع جميع ما غطى منها عروقا حمرا، فاذا تم لها عام وحصدت من اجل الزريعة التى تكون فيها، فمن احب استعجال فائدتها شرع فى قلعها فى شهر شتنبر عند تمام العامين ومن احب غير ذلك غطاها مرة وثانية وثالثة وهو ارجى لفائدتها واقوى لنفعها واذا قلعت على ما ذكرنا فى شهر شتنبر عمد الى ارضها التى قلعت منها، وتقام فيها الاحواض على ما انقطع من عروقها وبقى فى المكان من اصولها ثم يدخل عليها بالماء وتسقى مرارا حتى تقوم، فاذا صارت الزريعة فى فروعها فلتحصد اطرافها ثم {P.150} يغطى باقيها كما ذكرنا ثم ان اراد استعجال فائدتها بعد عامين كما ذكرنا من التغطية يكون هذا دأبه معها.

فصل: وقد تنقل القوة ايضا، ووجه العمل فى ذلك ان ينظر اليها اذا صارت فى قد الاصبع كما ذكرنا قبل هذا، فيوخذ فى تنقيلها بعد ان تحرث لها الارض وتزبل كما ذكرناه وتقام فيها الاحواض وتغرس فيها كما تغرس البصل فى الخطوط ثم يوخذ التراب ويرد الى اصولها ثم تسقى بالماء مرتين او ثلاثا فى الجمعة ويواظب حتى يتخذ النقل وينبت ويتمكن، ثم يقطع عنه الماء وينقى من عشبه فاذا طلع النبات وصار فى حدود الشبر ونحوه رد سقيه الى مرة واحدة فى الجمعة ثم يصنع فى التغطية والقلع مثل ما ذكرنا قبل هذا

صفة اخرى فى زراعتها: وجه العمل فيها ان تدبر لها الارض بما ذكرناه قبل هذا ثم يحفر فى الارض حفر لطاف بآذان المناقش ويجعل بين حفرة واخرى نحو ثلثى شبر ويكون فى عمق كل حفرة نحو ثلاثة اصابع  ثم يجعل من الزريعة فى كل حفرة حبتين او ثلاثا ويرد التراب عليها مقدار اصبعين لا اكثر ثم تسقى بالماء وتترك حتى يطيب ترابها فاذا طابت نقشت نقشا خفيفا ليلا تنقلع الزريعة ثم تترك تنبت ويعتدل نباتها وتصير فى قد الشبر فاذا انتهت الى ذلك سقيت بالماء وتترك حتى يطيب ثراها وينقش ما نبت فيها من العشب ويتعاهد بالسقى مرة فى الجمعة طول مدة الحر ثم يتمثل به فى الحصار والتغطية والقلع ما ذكرناه فما تقدم


 

1 فى الاصل: ولا يوكل

2 فى الاصل: واما الوجه

3 مضمومة؟

4 فى هامش المخطوط: الاشقاقور: الهندبا

تسمية أبواب هذا الكتاب وهي ستة عشر بابا الباب الأول: في ذكر المياه الباب الثاني: في ذكر الأرضين الباب الثالث: في ذكر السرقين (السماد) الباب الرابع: في اختيار الأرض وتدبيرها الباب الخامس: في غرس الثمار الباب السادس: وهو باب جامع لمعرفة كيفية ضروب الغراسات الباب السابع: في تشمير الثمار (تشذيب الأشجار) الباب الثامن: في تركيب الثمار بعضها من بعض (التلقيح) الباب التاسع: وهو باب جامع لبعض معاني التركيب وأسراره وغرائب من أعماله الباب العاشر: في زراعة الحبوب من القطاني وما أشبهها الباب الحادي عشر: في زراعة البزور المتخذة لإصلاح الأطعمة مثل التوابل وما أشبه الباب الثاني عشر: في زراعة القثاء والبطيخ وما أشبههما الباب الثالث عشر: في زراعة البقول ذوات الأصول الباب الرابع عشر: في زراعة خضر البقول الباب الخامس عشر: في زراعة الرياحين ذوات الزهر وما شاكلها من الأحباق الباب السادس عشر: وهو باب جامع لمعان غريبة ومنافع جسيمة من معرفة المياه والآبار واختزان الثمار وغير ذلك مما لا يستغنى عنه أهل الفلاحة